فوائد تربية النحل
النحل حشرات نشطة تسهم بشكل كبير في حياة الإنسان. تشتهر هذه الكائنات بدورها في إنتاج العسل، الذي يستفيد منه الناس كغذاء غني بالفوائد الصحية.
كما أن للنحل دور هام في تلقيح النباتات، مما يعزز من الإنتاج الزراعي ويساعد على تنوع البيئة النباتية.
تلقيح المزروعات
تلعب النحلة دورًا مركزيًا في دعم النظم الغذائية حول العالم؛ إذ تشارك في تلقيح العديد من المحاصيل التي نعتمد عليها بشكل يومي.
تتنوع هذه المحاصيل بين الفواكه مثل التفاح والكرز والبطيخ، والخضروات كالقرنبيط والكرفس، إضافةً إلى الأفوكادو والحمضيات. يسهم النحل في تلقيح ما يزيد عن 90% من هذه الأنواع،
مما يعني أنه يؤثر بشكل مباشر في توفر حوالي 80% من المنتجات الغذائية التي نجدها في المتاجر.
إنتاج العسل
النحل مسؤول عن تصنيع العسل، إذ يجمع رحيق الأزهار وينقله إلى خليته حيث يمزجه بإفرازات فموية خاصة ليتحول إلى عسل.
يتميز العسل بأهميته الغذائية وفوائده الصحية المتعددة؛ فهو يلعب دورًا في الوقاية من مختلف الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب، ويعالج مشكلات الهضم ويساعد في التحكم بمرض السكري.
كما أن للعسل خصائص تساعد في خفض السعال، تحسين الأداء البدني، تعزيز شفاء الجروح، ومقاومة العدوى البكتيرية.
إنتاج شمع العسل
يتكون الشمع من نشاط النحل في تصنيع العسل وهو مادة يمكن أن تشتعل بسهولة. لقد كان الشمع جزءاً أساسياً في صناعة الشمعدانات عبر العصور.
يُستفاد من الشمع في مجالات متعددة؛ حيث يُستخدم كمادة تزليق، ولدهن الجلد أو الأقمشة لحمايتها، إضافةً إلى استخدامه في تغليف الأجبان والأطعمة المخزنة نظراً لأنه آمن وصحي للتناول.
كما يُعد مرطباً فعّالاً للجلد والأخشاب للمحافظة على رطوبتها. أيضًا، يساعد الشمع في تثبيت قطع الأثاث مع بعضها ويوفر حماية ضد الرطوبة والهواء للأدوات المعدنية.
وفي مجال الخياطة، يُستخدم الشمع لجعل الخيط أكثر سهولة في الاستخدام والمرونة.
إنتاج غذاء ملكات النحل
يفرز النحل مادة غذائية كثيفة وغنية تعرف بغذاء ملكات النحل، تتكون هذه المادة من مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية مثل الدهون، الأحماض الأمينية، الماء، السكريات، الأملاح المعدنية والبروتينات بالإضافة إلى الفيتامينات. هذا الغذاء يُعدّ الغذاء الرئيسي لتغذية ملكة النحل، مما يساعدها على النمو والتطور بصحة جيدة.
يُستفاد من غذاء ملكات النحل في الطب الشعبي والتكميلي، حيث يُعتقد أنه يمتلك خصائص علاجية تساهم في خفض مستويات الكوليسترول في الدم وفي علاج بعض أمراض الكلى ومشاكل الجلد مثل الإكزيما والصدفية. كما يُقال إنه يخفف من المشكلات المرتبطة بالجهاز التنفسي مثل الربو وأعراض حمى القش.
له استخدامات أخرى تشمل العلاج المساعد لكسور العظام وتحسين قدرة الجسم على الاستشفاء خلال فترات النقاهة.
يُعدّ كذلك معززًا لوظائف الجهاز المناعي ويساعد في تجديد الطاقة والحيوية، ويُستخدم أيضًا في التخفيف من أعراض النوم والتوتر والقلق.
يرتبط أيضاً بتخفيف أعراض سن اليأس والمشكلات الهضمية مثل قرحة المعدة والتهاب البنكرياس، ويُحتمل أن يقي من بعض آثار الشيخوخة.
المساهمة في الاقتصاد
تسهم الأنواع المختلفة للنحل البري بشكل كبير في عملية تلقيح المحاصيل التي تشكل عاملًا أساسيًا في الزراعة عالميًا، حيث أنها تؤدي إلى إنتاج غذائي بقيمة تقدر بنحو أربعين مليار دولار كل عام.
يُعد النحل من أبرز الملقحات في الطبيعة، إذ يعمل بمعدل قيمته 3.251 دولار لكل هكتار ملقح سنويًا.
كذلك، يحقق نوعان بالمئة فقط من النحل البري العليل لنحو ثمانين بالمئة من تلقيح المحاصيل حول العالم، مما يبرز أهمية حفظ هذه الأنواع للحفاظ على الأمن الغذائي.
أضف إلى ذلك، يُعتبر نشاط تربية النحل مصدر دخل مستقر ومجزي للمربين وعائلاتهم، مما يعزز من قيمة هذه المهنة في الاقتصاد الزراعي.
توفير فرص عمل
في الولايات المتحدة الأمريكية، تشكل مزارع النحل نقطة انطلاق لمجموعة كبيرة من الفرص الوظيفية.
يستفيد قرابة 1.5 مليون شخص مباشرة من الأنشطة المرتبطة بتربية النحل.
تُظهر الإحصائيات الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية أن البلاد تضم حوالي 212 ألف مربي نحل، وكل مربي يستعين بما يقدر بأربعة عمال على الأقل لإدارة المزارع ومتابعة الأعمال اليومية.
في هذا السياق، لا يقتصر العمل في هذه الصناعة على مجرد تربية النحل، بل يمتد ليشمل أنشطة مختلفة مثل خدمات التلقيح وزيادة أعداد هذه الكائنات الحيوية.
أيضًا، هناك فئة أخرى من الأشخاص تعمل في مؤسسات وشركات تتعامل مع منتجات مشتقة من النحل، مثل صناعات التجميل، النسيج وإنتاج الشموع، مما يعكس أهمية هذا القطاع في دعم وتنويع الاقتصاد الأمريكي.