ما هو زيت الزيتون
يُستخرج زيت الزيتون من ثمار شجرة الزيتون التي تنمو بشكل أساسي في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط. يُعد هذا الزيت عنصرًا أساسيًا في العديد من مجالات الحياة؛ فهو يُستخدم في الطهي لتحضير أشهى الوجبات، ويُضاف إلى الأدوية والمستحضرات الصيدلانية نظرًا لفوائده الصحية، كما يُستفاد منه في صناعة الصابون وكوقود في المصابيح الزيتية.
يُقدّر زيت الزيتون لاحتوائه على نسبة عالية من الدهون المفيدة الصحية التي تبلغ 85% من إجمالي دهونه، وهذه الدهون تُعزز صحة القلب وتساهم في خفض مستويات الكوليسترول في الدم.
انواع زيت الزيتون
يعتبر زيت الزيتون من المنتجات الطبيعية التي تتعدد صورها وتتفاوت نكهاتها وفوائدها الصحية بناءً على عملية الاستخراج ومعدل الحموضة فيه. تتنوع هذه الأنواع لتشمل:
زيت الزيتون البكر الممتاز: هذا النوع يتميز بكونه خالصًا وغير معرّض لأي معاملات كيميائية أو حرارية، مستخلصًا بتقنيات ميكانيكية باردة تحافظ على القيم الغذائية والعناصر المضادة للأكسدة. ينفرد بنكهة قوية وفائدة صحية عالية نظرًا للحموضة المنخفضة التي يتمتع بها.
زيت الزيتون البكر: هذا النوع يشبه إلى حد كبير الزيت البكر الممتاز في طريقة الاستخلاص والفوائد، لكنه يختلف قليلاً في نكهته، حيث يصعب التفريق بينهما إلا للخبراء.
زيت الزيتون المكرر: يُستخرج هذا الزيت من بقايا ثمار الزيتون بعد العصر الأول، معالجًا لاحقًا بالحرارة والكيماويات. يُعرف بنكهته الأخف ولونه الأفتح مقارنة بالزيوت البكر، وعلى الرغم من أن الفوائد الصحية له تقل بسبب التكرير، إلا أنه يظل مصدرًا مهمًا لمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية.
زيت الزيتون النقي أو العادي: هو خليط يجمع بين زيت الزيتون المكرر ونسبة تتراوح بين 15% إلى 25% من زيت الزيتون البكر.
زيت الزيتون الخفيف: يتكون هذا الزيت من خليط زيت الزيتون المكرر ونسبة تتراوح بين 5% إلى 10% من زيت الزيتون البكر، وأحيانًا يتم مزجه مع زيوت نباتية أخرى.
هل تنتهي صلاحية زيت الزيتون
زيت الزيتون مادة قابلة للتلف بمرور الوقت، ويختلف عمره الافتراضي بناءً على نوع الزيت وطريقة تخزينه. بشكل عام، يحافظ الزيت على جودته لمدة تتراوح بين 18 و24 شهرًا من تاريخ تعبئته. لكن، الزيوت المصنَّفة كزيت زيتون بكر ممتاز تميل إلى استمرار جودتها لفترة أقصر تتراوح من 12 إلى 18 شهرًا بسبب قلة المعالجة التي تخضع لها.
مع تقدم الزيت في العمر وقرب انتهاء صلاحيته، قد تلاحظ تغيرات في النكهة والرائحة، إلى جانب فقدان بعض الخصائص المضادة للأكسدة التي يتمتع بها.
رغم ذلك، فإن استهلاك زيت الزيتون الذي تجاوز تاريخ صلاحيته لا يُعتبر مضرًّا بالصحة على الفور، بل قد يفقد فقط بعض من قيمته الغذائية وخصائصه المفيدة.
علامات زيت الزيتون الفاسد
لمعرفة إذا كان زيت الزيتون قد أصبح غير صالح للاستخدام، يمكنك اتباع بعض الخطوات البسيطة:
أولاً، جرب أن تتذوق الزيت؛ فإذا وجدته يحتوي على نكهة مرة، أو حامضية، أو يبدو كأنه ليس طازجاً، فهذا يعني أنه لم يعد صالحاً للإستهلاك.
ثانيًا، قم بشم الزيت؛ حيث أن زيت الزيتون الذي فسد يصدر رائحة تشبه رائحة الغراء أو أقلام الشمع، بعيداً عن الرائحة النفاذة للزيتون الطبيعي. هذا يدل على أن الزيت قد تجاوز مدة صلاحيته.
كيفية تخزين زيت الزيتون
للحفاظ على جودة زيت الزيتون، من الضروري وضعه في بيئة باردة ومعتمة، مثل داخل خزانة محكمة الإغلاق. يجب أيضًا التأكد من أن الزيت مغطى جيدًا بعد فتحه لمنع تفاعله مع الأكسجين، الذي يسهم في أكسدته. الحرارة والضوء يمكن أن يسرعا من هذه العملية، مما يؤثر سلبًا على مضادات الأكسدة والدهون الموجودة في الزيت.
يمكن أيضًا حفظ زيت الزيتون داخل الثلاجة؛ حيث قد يظهر الزيت عكرًا قليلاً، وهذا أمر طبيعي ناتج عن التعرض للبرودة ولا يعني أن الزيت قد فسد.
عند شراء زيت الزيتون، يُستحسن اختيار الزجاجات المصنوعة من الزجاج الملون بألوان داكنة مثل الأخضر الغامق أو العنبري، لأن هذه الألوان تحجب الضوء بفعالية. وفي حال كان الزيت معبأ في عبوات بلاستيكية، من المستحسن نقله إلى عبوات زجاجية داكنة أو أوعية من الصفيح لضمان أفضل حماية من العوامل الخارجية.
الفوائد الصحيّة لزيت الزيتون
زيت الزيتون يحمي القلب وينقص معدلات الوفيات بأمراض القلبية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث يعتبر العنصر الرئيسي في نظامهم الغذائي.
يسهم استهلاكه المنتظم في خفض خطر الإصابة بعدة مشكلات مثل ارتفاع ضغط الدم، السكتات الدماغية، واضطرابات الدهون بالدم. كما يقدم فوائد مضادة للالتهاب ويساعد على تحسين أيض الكربوهيدرات ويقلل من التجلط الدموي.
يساهم زيت الزيتون في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 41٪ بين كبار السن الذين يدمجونه بانتظام في غذائهم، مثل استخدامه في الطهي وإضافته إلى السلطات.
أما بالنسبة للصحة النفسية، فلقد وُجد أن زيت الزيتون قد يخفض خطر الإصابة بالاكتئاب، خاصة مقارنة بالدهون المتحولة التي تعزز خطر الاكتئاب.
فيما يخص مرض ألزهايمر، يحتوي زيت الزيتون البكر الممتاز على مركبات الفينول مثل الأوليوكانثال، التي تظهر فعاليتها في إزالة البروتينات الغير طبيعية المرتبطة بألزهايمر من الدماغ وتعزيز التخلص من الأميلويد بيتا، مما يسهم في الحفاظ على الوظائف الإدراكية للمسنين في ظل اتباعهم للحمية الغذائية المتوسطية.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسات أن زيت الزيتون قد يحمي الكبد من الإجهاد التأكسدي وتلف الخلايا الناتج عن تكوين الجذور الحرة، وتبين أنه يقي الفئران التي تعرضت لمواد سامة من تلف الكبد عندما يشكل جزءاً من نظامها الغذائي.
