ماهي الهبات الساخنة
الإحساس بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة الجسمية يُعرف بالهبة الساخنة، وقد يصاحبه تورد في الجلد، خصوصاً حول الوجه والعنق، بالإضافة إلى التعرق وزيادة سرعة التنفس والإحساس بالدوخة.
تظهر هذه الأعراض نتيجة لتوسع الأوعية الدموية الواقعة بالقرب من سطح البشرة، مما يؤدي إلى التعرق المفاجئ.
أحياناً، قد تجد المرأة نفسها تشعر بالقشعريرة خلال هذه الحالة التي تستغرق بضع دقائق قبل أن تزول من تلقاء نفسها. ليس غريباً أن تحدث هذه الهبات أثناء النوم، مسببة بذلك التعرق الشديد وصعوبات في النوم وربما حتى الكوابيس.
تعد الهبات الساخنة واحدة من أكثر الأعراض شيوعاً لدى النساء اللواتي يمررن بمرحلة الانقطاع عن الطمث، حيث يواجهن هذه الأعراض بنسبة تزيد على ثلثي عددهن.
هذه الحالة قد تستمر لسنوات قبل أن تختفي تدريجياً. يُعتقد أن التغيرات الطبيعية في مستويات هرمون الاستروجين خلال هذه الفترة هي السبب الرئيسي وراء ظهور الهبات الساخنة. علاوة على ذلك، تتأثر النساء اللواتي يدخنّ أو اللواتي يعانين من الوزن الزائد بالهبات الساخنة بشكل أكبر.
علاج الهبات الساخنة
في حال كنتِ تعانين من إزعاج شديد بسبب الهبات الحرارية، من المفيد مناقشة إمكانية استخدام علاج هرموني بديل مع الطبيب المعالج. ينبغي أن يقتصر استخدام هذا العلاج على أدنى جرعة فعالة ولأقصر مدة ممكنة، حيث ينصح عموماً بألا تزيد المدة عن خمس سنوات بسبب الآثار الجانبية المحتملة.
العلاج الهرموني البديل يمكن أن يساعد في القضاء على الهبات الحرارية لدى العديد من النساء، وقد يخفف أيضاً من بعض الأعراض الأخرى المرتبطة بسن اليأس مثل الجفاف الشديد في المنطقة المهبلية والتقلبات المزاجية.
من الضروري التحدث عن المخاطر المرتبطة بهذه العلاجات مع الطبيب، فقد تعود الهبات الحرارية بعد التوقف عن العلاج. كما يُعتبر العلاج الهرموني البديل مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بتجلطات الدم، سرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم، وأيضاً التهاب المرارة.
في حال لم تفضلي اللجوء للعلاج الهرموني، توجد بدائل أخرى مثل أدوية جرعات منخفضة من مضادات الاكتئاب، أو الجابابنتين، الإستروجينات الموضعية، الإيبوبروفين أو فيتامين B، التي قد تفيد في هذه الحالة.
من المهم جداً الحديث إلى الطبيب عن الفوائد والمخاطر المترتبة على كل خيار علاجي، والإفصاح عن التاريخ الطبي الكامل وأي أدوية أخرى تتناولينها للتوصل للعلاج الأكثر أماناً وفعالية لحالتك.
كيف يمكن الوقاية من الهبات الساخنة؟
ابتعد عن الضغط النفسي والأجواء الحارة وارتدِ الملابس الفضفاضة لتجنب الشعور بعدم الراحة. الإقلاع عن التدخين واجتناب دخان الآخرين أمر أساسي لصحتك.
يُنصح بتقليص استهلاك المنبهات مثل الكافيين والكحول وكذلك الأطعمة التي تسبب التوتر مثل الأطعمة الحارة.
يمكن أن تُساعد الكمادات الباردة أو الوسائد المبردة في تخفيف الشعور بالحرارة أثناء الليل. اختر الملابس الخفيفة والمصنوعة من مواد طبيعية مثل القطن لتحافظ على جسمك مرتاحاً.
تناول طعاماً متوازناً وتخلّص من الوزن الزائد إذا لزم الأمر. للمساعدة في التحكم بأعراض مثل الهبات الساخنة، يفيد تطبيق تمارين التنفس البطني بأناقة وهدوء.
يُعد التنفس العميق مفيداً لإدارة الهبات الساخنة، خصوصاً إذا مورست هذه التمارين بانتظام عند الصباح والمساء.
النشاط البدني المنتظم بما في ذلك التمارين الخفيفة مثل السباحة، المشي، أو الرقص يدعم الصحة العامة. تستفيد بعض النساء من الوخز بالإبر لتخفيف الهبات الساخنة، وكذلك من ممارسات اليوغا والتأمل.
تناول الأطعمة الغنية بالإستروجين النباتي كفول الصويا ومشتقاته والبقوليات مثل الحمص والعدس يمكن أن يساعد. في حالة الشعور بأعراض شديدة جداً للهبات الساخنة، من المستحسن زيارة الطبيب الذي قد يقترح علاجات تخفف من حدة الأعراض.
