تعريف مشكلة الشيب
مع تقدم السن، يتغير لون شعر الإنسان تدريجياً إلى اللون الأبيض، وهذا التحول يعرف بالشيب. يظهر الشيب عادة بين سن الثلاثين والأربعين ويمكن أن يستمر في الزيادة خلال العقدين التاليين.
بحلول الستينيات أو السبعينيات من العمر، قد يصبح معظم الشعر أبيض.
هذه الظاهرة تعود بالأساس إلى انخفاض في إنتاج الميلانين، الصبغة التي تعطي الشعر لونه. يقل عدد الخلايا المنتجة للميلانين مع الزمن، وهذا جزء من العملية الطبيعية لتقدم العمر.
تنشأ أيضاً فجوات هوائية داخل الشعر تسهم في أكسدة الميلانين وتحوله إلى مادة بلا لون، مما يؤدي إلى اللون الأبيض. يمكن تقسيم الشيب إلى نوعين: الشيب الطبيعي الناجم عن تقدم العمر، والشيب المبكر الذي يحدث قبل سن الثلاثين بسبب عوامل متعددة.
أسباب ظهور الشيب المُبكر
عادة ما يتحول لون الشعر إلى الرمادي أو الأبيض بسبب انخفاض إنتاج صبغة الميلانين في بصيلات الشعر، وهذا الانخفاض يمكن أن ينجم عن عوامل متعددة.
1. الوراثة
غالبًا ما يكون ظهور الشعر الأبيض في سن مبكرة مرتبطًا بالعوامل الوراثية، فإذا كان أحد الأقارب قد تجربة ظهور الشيب في سن صغيرة، من المحتمل أن تتكرر هذه الظاهرة في الأجيال اللاحقة.
2. نقص بعض الفيتامينات
يؤدي عدم وجود كميات كافية من فيتامين ب12 في الجسم إلى ظهور الشعر الأبيض مبكرًا.
3. التدخين
تبين أن للتدخين دوراً في تسريع ظهور الشعر الأبيض، حيث يؤثر سلبياً على الخلايا ويقلل من إنتاج مادة الميلانين التي تعطي الشعر لونه.
4. الإصابة ببعض الأمراض
عندما يحدث الشيب في سن مبكرة، قد يكون ذلك نتيجة لعوامل صحية مختلفة. فعلى سبيل المثال، الإصابة بأمراض مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو الإصابة بفقر الدم يمكن أن تساهم في هذه الظاهرة. بالإضافة إلى ذلك، يعد البهاق أحد العوامل التي قد تتسبب في تحول لون الشعر إلى الأبيض قبل الأوان.
علاج الشيب المبكر
تعتمد تقنيات معالجة الشعر الأبيض الذي يظهر مبكراً على التحقق من أسباب هذه الظاهرة أولاً. وبالرغم من أنه لا يوجد حل طبي يعيد لون الشعر إلى طبيعته بشكل دائم، إلا أن هناك عدة وسائل يمكن اتباعها للتعامل مع الشعر الرمادي، مثل استعمال الصبغات. كما ينصح باستخدام الزيوت الطبيعية للمحافظة على صحة الشعر وبريقه.
زيارة الطبيب قد تساعد في فهم العوامل وراء الشيب المبكر، وبناء عليه يمكن تقديم خطة علاج متخصصة تتناسب مع نوع الشعر تستفيد من منتجات العناية بالشعر مثل الشامبو والبلسم وماسكات الشعر والزيوت التي تعزز من قوة الشعر وحيويته.
من العلاجات الطبيعية المستخدمة لمواجهة الشيب المبكر نجد زيت جوز الهند، الذي يوصى باستخدامه يومياً لمكافحة الشيب، وأوراق الكاري التي تحتوي على مكونات تفيد في منع الشيب.
عصير البصل أيضاً يساهم في تقليل تساقط الشعر ويحول دون ظهور الشيب المبكر. بالإضافة إلى الحناء، التي تُستخدم في تقوية الشعر وجعله أكثر قتامة، ويتم تطبيقها على الشعر لمدة ثلاث ساعات قبل غسله بالشامبو.
أما الميرمية وإكليل الجبل، فهي أعشاب تساعد على تغميق الشعر بطريقة طبيعية، حيث يتم غلي كميات متساوية من كل منهما، وبعد أن يبرد المحلول يستخدم لشطف الشعر بعد غسله.
الاستمرار والانتظام في تطبيق هذه العلاجات أساسي لظهور النتائج المرجوة، إذ أن النتائج لا تظهر فورياً.
في حالة الشيب المرتبط بالوراثة، لا يمكن تغيير الجينات المسببة، بيد أن اللجوء إلى صبغ الشعر قد يكون الخيار الأمثل لمن يشعرون بالانزعاج من لون شعرهم الرمادي أو الأبيض.
اسباب الشيب المبكر التي يمكن التحكم بها
قد يسهم تبني بعض السلوكيات الضارة أو الإصابة بمشاكل صحية معينة، نتيجة لعادات يومية غير صحية، في ظهور الشيب المبكر.
القلق والتوتر
تتنوع الأعراض التي قد تظهر على الشخص نتيجة الشعور بالتوتر والقلق، وقد تشمل هذه الأعراض اضطرابات في النوم تؤثر على جودة الراحة، أو تغيرات في الشهية تؤدي إلى زيادة أو نقصان في الوزن. كما يمكن أن يتسبب القلق في رفع مستويات ضغط الدم، ويؤدي إلى شعور عام بالإرهاق والتعب المستمر.
ظهرت دراسة من جامعة نيويورك في عام 2013 تقترح وجود علاقة محتملة بين الضغوطات النفسية وتسارع ظهور الشعر الأبيض، حيث أشارت الدراسة إلى أن التوتر قد يسرع من نضوب الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر عند الفئران، مما قد يعكس تأثيرًا مشابهًا على البشر.
في حال ملاحظة زيادة في الشعر الأبيض، قد يرجع السبب إلى الضغط النفسي، وهذا ما قد يفسر أيضًا لماذا قد يظهر بعض القادة السياسيين بشعر أبيض أو رمادي بوتيرة أسرع خلال فترات توليهم المسؤوليات العالية.
نقص فيتامين ب12
يعتبر فيتامين ب12 ضروريًا للحفاظ على سلامة خلايا الدم الحمراء التي تلعب دورًا محوريًا في نقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم بما في ذلك خلايا الشعر. النقص في هذا الفيتامين يؤدي إلى تدهور صحة الشعر ويقلل من قدرة الجسم على إنتاج صبغة الميلانين الضرورية للون الشعر.