تعريف الدوالي وأسبابها
دوالي الساقين هي حالة شائعة تصيب الأوردة في الساقين، تؤدي إلى توسعها وتلونها باللونين الأرجواني أو الأزرق، وغالباً ما تبرز هذه الأوردة بشكل واضح تحت الجلد.
تعد النساء أكثر عرضة لتطور هذه الحالة مقارنةً بالرجال. تنشأ هذه الظاهرة بسبب مجموعة من السلوكيات اليومية التي قد تؤثر سلبًا على صحة الأوعية الدموية.
على الرغم من أن الدوالي قد لا تشكل خطرًا حادًا، إلا أنها قد تسبب الإزعاج بسبب شكلها الواضح.
ما هي أسباب الدوالي؟
العمر
مع تقدم العمر، تفتقد الأوردة لمرونتها، مما يؤدي إلى تمددها وضعف في الصمامات داخلها. هذا الضعف يسمح للدم بالرجوع بدلًا من التوجه إلى القلب، مما يسبب تراكم الدم في الأوردة ويؤدي إلى تكون الدوالي التي يكون لونها مائلًا للأزرق نتيجة نقص الأكسجين في الدم المتجمع فيها.
أثناء الحمل، يزداد حجم الدم في جسم المرأة لكن يقل تدفقه من الساقين إلى الحوض، مما يساهم في دعم نمو الجنين ولكن قد يؤدي أيضًا إلى توسع الأوردة في الساقين وتكون الدوالي.
في الثلث الأخير من الحمل، يزيد الرحم حجمه ويضغط على الأوردة في الساقين، وقد تؤثر التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل في زيادة حدة هذه الحالة.
عادة ما تتحسن الدوالي التي تظهر خلال الحمل بشكل طبيعي ودون الحاجة لتدخل طبي خلال ثلاثة أشهر بعد الولادة.
اعراض دوالي الساقين
في كثير من الأحيان، لا يتسبب الدوالي في الساقين بألم للمصابين به، بل يتميز بظهور الأوردة المتشابكة والمنتفخة بلون أزرق أو أرجواني داكن. ولكن، قد يعاني البعض من مجموعة من الأعراض المصاحبة، مثل ألم في الساقين وشعور بثقلهما، خصوصاً بعد الأنشطة البدنية أو في المساء.
من الأعراض الأخرى التي قد تظهر حال إصابة المنطقة بجرح بسيط هو استمرار النزيف لفترة أطول من المعتاد.
كذلك، يمكن أن تتصلب الدهون تحت الجلد مباشرة فوق الكاحل مما يؤدي إلى تقلص الجلد، وهو ما يعرف بالتصلب الشحمي الجلدي. زيادةً على ذلك، يمكن أن تتورم الكاحلين وتظهر الشعيرات المتوسعة التي تعرف بالأوردة العنكبوتية.
أيضاً، قد يواجه المصابون تغيرات جلدية تشمل تلون الجلد بلون لامع يميل إلى الأزرق أو البني بالقرب من الأوردة المتأثرة. وقد يظهر التهاب جلدي ينتج عنه جفاف واحمرار وحكة في المنطقة المتأثرة، وهو ما يُعرف بالأكزيما الوريدية أو التهاب الجلد الركودي.
يشكو بعض المصابين من تشنج في القدم عند الوقوف بشكل مفاجئ أو من متلازمة تململ الساقين، التي تجعل من الصعب الجلوس براحة لفترات طويلة.
وأخيراً، قد يلاحظ المصابون ظهور بقع بيضاء غير منتظمة الشكل على الكاحلين تشبه الندب وتسمى بالضمور الأبيض.
كيف يتم تشخيص دوالي الساقين؟
عندما يشتبه الطبيب في إصابة المريض بدوالي الساقين، يقوم بتقييم الساقين والأوردة المرئية بدقة أثناء وقوف المريض أو جلوسه. كما يستفسر الطبيب عن أية معاناة من إحساس بالألم أو أعراض أخرى قد تكون مرتبطة بهذه الحالة.
لفحص تدفق الدم بشكل أكثر تفصيلاً، يمكن أن يلجأ الطبيب إلى استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية، وهو طريقة غير جراحية تعتمد على الموجات الصوتية العالية التردد لعرض صورة واضحة عن حركة الدم داخل الأوردة.
في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء تصوير الوريد. هذه الطريقة تتضمن حقن صبغة في الساقين وتصويرهما بالأشعة السينية. الصبغة تمكن الطبيب من رؤية الأوردة بوضوح وتقييم حالة تدفق الدم.
كل من فحص الموجات فوق الصوتية وتصوير الوريد يساعدان الطبيب على التأكد من عدم وجود مشكلات أخرى كالجلطات الدموية أو الانسدادات التي قد تسبب الألم والتورم في الساقين.
علاج الدوالي
يمكن مواجهة مشكلة الدوالي بعدة أساليب، فقد تكفي الاعتماد على الرعاية الشخصية في بعض الحالات، بينما قد تستلزم حالات أخرى تدخلات طبية تختص بإغلاق الأوردة المتضررة أو استئصالها. وتنوع هذه الإجراءات يشمل خيارات متعددة تهدف إلى تحسين الوضع الصحي للمريض.
1. ممارسة الرياضة
تساهم ممارسة الأنشطة البدنية في تخفيف آلام وعدم تطور الدوالي. والجدير بالذكر أن علاج هذه الحالة عادة ما يكون بسيطًا، حيث لا يتطلب البقاء لفترات طويلة في المستشفى أو مرحلة نقاهة معقدة.
2. الرعاية الذاتية
للعناية بالنفس دور كبير في تخفيف آلام الدوالي ومنع تطورها. من الخطوات الفعالة التي يمكن اتباعها:
– الحرص على تقليل الوزن الزائد.
– الابتعاد عن ارتداء الملابس التي تعيق الدورة الدموية بسبب ضيقها.
– الحفاظ على رفع الساقين عند الراحة لتحسين الدورة الدموية.
– تجنب البقاء في وضعية الجلوس أو الوقوف لمدد طويلة لتفادي زيادة الضغط على الأوردة.
3. استخدام الجوارب المطاطية
عادةً ما تُعد الجوارب المضغوطة خطوةً مبدئيةً قبل بدء أي علاج طبي، ويتم ارتداؤها طيلة اليوم. تُلبس هذه الجوارب لتغطي الساق بإحكام، مما يساعد على تحفيز تدفق الدم في الأوردة وتعزيز أداء العضلات في الساقين بفعالية أكبر.
تتنوع مستويات الضغط في الجوارب تبعًا للماركة والنوع، وتتوفر في الأسواق بألوان ودرجات ضغط متعددة. يمكن للأفراد العثور على النوع الذي يتناسب مع احتياجاتهم ويوفر لهم الراحة اللازمة.
من الضروري عند شراء هذه الجوارب التأكد من ملائمتها للساق. يمكن قياس الساق بشريط قياس بمساعدة الصيدلى للتأكد من اختيار الحجم الأمثل. يجب أن تكون الجوارب مرنة ولكن دون أن تكون مشدودة بشكل مفرط.
قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في اليدين أو التهاب المفاصل تحديات في ارتداء هذه الجوارب، لكن الأجهزة الخاصة المتوفرة تسهل عملية ارتدائها.
4. علاجات أخرى
عندما لا تؤدي العناية الفردية أو استخدام الجوارب الضاغطة إلى تحسين أعراض الدوالي أو عندما تكون الحالة شديدة الخطورة، من الممكن أن يقترح الطبيب خيارات علاجية متعددة. من هذه الخيارات:
1. تقنية التصليب للعلاج، وهي تهدف إلى إغلاق الأوردة المصابة.
2. استخدام الليزر في عمليات جراحية دقيقة لإزالة الدوالي.
3. العمليات التي تستخدم القثطار لتصحيح الأوردة التالفة.
4. تقنيات خفي الأوردة المرئية من السطح الجلدي.
هذه الطرق تعالج الأوردة بشكل فعّال وتقلل من أعراض الدوالي.
الوقاية من الدوالي
لتعزيز صحة الدورة الدموية وتجنب مشكلات الدوالي، يُنصح باتباع عدد من الخطوات الفعالة التي تساهم في تقوية العضلات وتقليل فرص حدوث الدوالي. من بين هذه الإجراءات ما يلي:
– ممارسة الرياضة بانتظام.
– الحرص على تحقيق التوازن في الوزن والحفاظ على معدل صحي.
– تناول غذاء متوازن يحتوي على نسب عالية من الألياف وقليل الأملاح.
– الابتعاد عن ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي والثياب الضيّقة مثل الجوارب التي تضغط على الساقين.
– أخذ فترات راحة لرفع الساقين أعلى من مستوى القلب.
– تجنب الثبات لفترات طويلة في وضعية واحدة، سواء كانت جلوسًا أو وقوفًا، وتحريك الجسد بشكل دوري.