تعريف البواسير
تظهر البواسير كتورمات في الأوردة داخل منطقة الشرج وأسفل المستقيم، وتحدث عادة بسبب الضغط الزائد خلال حركة الأمعاء أو بفعل ضغوط أخرى كالتي قد تواجهها المرأة أثناء الحمل.
هذا الاضطراب يعتبر من الحالات الطبية الشائعة ويؤثر على نصف الأشخاص تقريبًا بحلول الخمسين من العمر. كثير من المصابين بالبواسير يلاحظون تحسنا في الأعراض عند تبنيهم لعلاجات منزلية وتعديلات في أسلوب الحياة.
أنواع البواسير
توجد أربع فئات رئيسية للبواسير، وتشمل:
1. البواسير الخارجية
عادة ما تقع البواسير الخارجية حول منطقة فتحة الشرج، حيث يتم إخراج الفضلات. قد لا تكون هذه البواسير ظاهرة للعين في جميع الأوقات، إلا أنها قد تظهر أحيانًا على هيئة تكتلات عند الشرج. وعلى الرغم من هذه الظروف، فإن البواسير الخارجية عمومًا لا تشكل خطرًا صحيًا جسيمًا.
2. البواسير الداخلية
توجد البواسير الداخلية في الجزء الأخير من الأمعاء وغالبًا ما تكون مختفية داخل الجسم لعمقها، لذا لا يُمكن مشاهدتها من الخارج. هذه النوعية من البواسير عادة ما تكون غير خطيرة، وتميل للزوال بشكل تلقائي دون الحاجة لتدخل طبي.
3. البواسير الهابطة
تنتفخ الأوردة الداخلية في المنطقة المحيطة بالشرج، مما يؤدي إلى بروزها خارج فتحة الشرج على شكل كتل أو زوائد حمراء متورمة.
4. البواسير المخثورة
تتكون البواسير الخثرية من التجمعات الدموية داخل أنسجة البواسير، مما يؤدي إلى ظهور كتل وتورمات في منطقة حول الشرج. هذه الحالة قد تصيب البواسير سواء كانت داخلية أو خارجية.
أعراض البواسير
البواسير تظهر بأعراض متعددة تتباين بين الأفراد، وكذلك تتغير حسب نوع البواسير المصاب بها الشخص.
1. أعراض البواسير العامة
عادةً ما تتضمن العلامات التي تشير إلى وجود البواسير مجموعة من المظاهر المختلفة. خلال التبرز، قد يخرج دم أحمر فاتح دون ألم، ويظهر إما على الورق الصحي أو داخل المرحاض. كما قد تحدث حكة أو تهيج بمحيط الشرج. يشعر المصاب أحيانًا بألم أو عدم ارتياح، وقد تكون هناك حبيات بارزة أو نتوءات حساسة بجانب الشرج تسبب الألم عند اللمس. أيضًا، من الممكن أن يعاني الشخص من تورم حول الشرج أو تسرب للبراز أحيانًا.
2. أعراض البواسير بالاعتماد على نوعها
تتنوع أعراض البواسير بناءً على مكانها داخل الجسم.
فتلك التي توجد داخل المستقيم غالبًا ما تكون غير محسوسة ولا تظهر بشكل واضح، وتميل إلى عدم التسبب في أي إزعاج. ومع ذلك، قد تتسبب عملية التغوط، خصوصًا إذا كانت مصحوبة بجهد، في إحداث تمزقات طفيفة بالبواسير، مما قد ينتج عنه نزيف. في بعض الحالات وخاصة مع زيادة الجهد، قد تبرز هذه البواسير للخارج وتسمى حينها بالبواسير البروزة، التي قد تكون مؤلمة وتسبب حكة.
أما البواسير الخارجية، فهي تقع حول فتحة الشرج وقد تتعرض للتهيج بسهولة، مما يؤدي إلى الحكة وأحيانًا النزيف. في حالات أخرى، قد يحدث تجمع الدم فيها، مما ينتج عنه تكوّن خثرات دموية تسبب ألماً شديدًا، إضافة إلى تورم والتهاب المنطقة المحيطة.
تُعطي معرفة تفاصيل ومواقع البواسير فهمًا أفضل لأعراضها وكيفية التعامل معها.
أسباب البواسير
البواسير هي تورمات تحدث في الأوردة الموجودة بالمستقيم والشرج، ويمكن أن تكون نتيجة لعدة عوامل مثل الإصابة بالإمساك أو الإسهال لفترات طويلة.
كما أن حمل الأوزان الثقيلة بشكل مستمر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بها. النظام الغذائي الذي يفتقر إلى الألياف يساهم أيضًا في هذه المشكلة.
بالإضافة إلى ذلك، البقاء لفترات طويلة جالسًا في المرحاض يعد من العوامل التي تزيد من الضغط على هذه الأوردة. وأخيرًا، يمكن لضعف الأنسجة حول فتحة الشرج أن يؤدي إلى تطور البواسير.
الوقاية من البواسير
للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتجنب مشاكل البواسير، من المهم تناول طعام يساعد على تليين البراز ليسهل إخراجه. يمكن تحقيق ذلك من خلال التركيز على النقاط التالية:
أولاً، يجب زيادة نسبة الألياف في الوجبات اليومية، حيث تعمل الألياف على تحسين حركة الأمعاء وتسهيل عملية الهضم.
ثانياً، من الضروري شرب كميات كافية من الماء والسوائل التي تساعد على تغذية الجسم والحفاظ على رطوبة البراز.
ثالثاً، يمكن النظر في استخدام مكملات الألياف الغذائية التي تعزز من نسبة الألياف، خاصة إذا كانت النظام الغذائي الحالي لا يوفر كمية كافية من الألياف.
رابعاً، من المفيد تجنب الأنشطة التي تتطلب مجهوداً بدنياً شاقاً قد يؤدي إلى الضغط على منطقة البطن.
خامساً، يُنصح بالذهاب إلى المرحاض فور الشعور بالحاجة لتجنب الضغوط على الأمعاء وتفاقم المشكلة.
سادساً، يعتبر النشاط البدني المنتظم مثل المشي، أو التمارين الرياضية الخفيفة، طريقة فعالة لتحفيز الحركة الطبيعية للأمعاء.
أخيراً، يجب محاولة تجنب الجلوس أو الوقوف لمدة طويلة بدون تحرك، لأن ذلك قد يزيد من خطر حدوث البواسير أو تفاقمها.
اتباع هذه الإرشادات يسهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي والوقاية من مشاكل مثل البواسير.