أسباب الاكتئاب
تختلف العوامل التي تسهم في زيادة فرص الإصابة بالاكتئاب بين الأشخاص، ويمكن إبراز أهم هذه العوامل فيما يلي:
الجينات والوراثة: الأشخاص الذين يأتون من عائلات لديها تاريخ بالاكتئاب أو اضطرابات مزاجية أخرى يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لتطوير هذه الحالة.
الظروف الصحية: الأمراض المزمنة أو المؤلمة مثل الأرق ومرض باركنسون والسرطان يمكن أن ترفع من خطر الإصابة بالاكتئاب.
استخدام المواد والأدوية: الاستهلاك المطول للكحول، المخدرات أو بعض الأدوية الأخرى كموانع الحمل قد يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
توازن النواقل العصبية: الخلل في مستويات النواقل العصبية في الدماغ يمكن أن يلعب دوراً في تفاقم أو إحداث حالات الاكتئاب.
الظروف البيئية: المعاناة من ضغوط شديدة أو تجارب حياتية صعبة مثل فقدان قريب أو مواجهة فشل كبير يمكن أن يساهم في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.
اعراض الاكتئاب
الاكتئاب هو حالة صحية نفسية تؤثر بشكل كبير على الشعور العام بالرفاهية، حيث يغير من مزاج الفرد ويمكن أن يظهر أيضًا في صورة متلازمات جسدية.
من العلامات المميزة للاكتئاب الشعور المستمر بالحزن وعدم الأمل.
كما يعاني الشخص المكتئب من فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يجدها ممتعة سابقاً، وقد يشعر بالذنب وانعدام القيمة، مما ينجم عنه انخفاض في احترام الذات.
من الناحية الجسدية، قد يواجه الشخص تغيرات في الشهية سواء بالنقصان أو الزيادة، وهو ما قد يؤدي إلى تغيرات في الوزن أيضًا.
النوم يتأثر كثيراً، إذ يمكن أن يعاني الفرد من الأرق أو النوم المفرط. يظهر على المصاب صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات، ويعيش حالة من التعب المستمر وفقدان الطاقة الذي يعيقه عن أداء المهام اليومية العادية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن ينخفض الاهتمام بالعلاقات الجنسية.
في الحالات الشديدة، قد يصل الشخص إلى التفكير في الموت أو الانتحار. تأثير الاكتئاب جذري ويشمل جوانب عدة من حياة الفرد، مما يتطلب الاهتمام والعلاج المناسب.
علاج مرض الاكتئاب
في بعض الأوقات، يصل الاكتئاب إلى مستويات شديدة تستدعي من الطبيب أو أحد المقربين للمصاب أن يتابعوا العلاج بدقة متناهية.
هذا الإشراف الدقيق ضروري حتى يتمكن المريض من استعادة صحته بالكامل، ويكون قادرًا على المشاركة الفعّالة في صنع القرارات المتعلقة بحياته.
1. التعامل مع الاكتئاب
الاكتئاب يعتبره الكثير من المتخصصين في الرعاية الصحية مثله مثل الأمراض المزمنة الأخرى كالسكري وارتفاع ضغط الدم، التي تحتاج إلى رعاية مستمرة.
قد يمر بعض المرضى بنوبة اكتئاب واحدة فقط في حياتهم، إلا أن الكثيرين قد يعانون من نوبات متكررة تستمر لفترات طويلة.
تقديم علاج فعال وتشخيص دقيق يمكن أن يخفف بشكل كبير من أعراض الاكتئاب، حتى في أشدها.
العلاج المناسب يساهم في تحسين حالة المرضى بشكل ملحوظ ويمكنهم من استعادة نمط حياتهم الذي كانوا يتمتعون به قبل الإصابة بالاكتئاب.
في بعض الحالات، قد يعتني طبيب الأسرة بمعالجة الاكتئاب، ولكن قد تظهر الحاجة أحيانًا للتوجه نحو خبراء متخصصين مثل الأطباء النفسيين، أخصائيي علم النفس، أو العمال الاجتماعيين للحصول على العلاج الأمثل.
من الضروري أن يكون المريض مشاركًا بنشاط في مسار العلاج، حيث يعمل المعالج والمريض معًا لتحديد أفضل خيارات العلاج التي تتناسب مع حالته الخاصة، مما يساعد في تحقيق أفضل النتائج الممكنة.
2. طرق علاج الاكتئاب
تتعدد أنواع الأدوية في الأسواق التي تعالج الاكتئاب، وتظهر هذه الأدوية فعالية متقاربة في التقليل من أعراضه.
غالبًا ما يُنصح باستخدامها مع العلاج النفسي لنتائج أفضل. رغم ذلك، قد يواجه بعض المرضى آثارًا جانبية شديدة عند استعمال بعض هذه الأدوية، مما يستدعي الحذر والمتابعة الطبية المستمرة.
تشمل مراحل علاج الاكتئاب ما يأتي
يبدأ العلاج الطبي لمكافحة الاكتئاب عادة بوصف الأطباء لأدوية تُعرف بقدرتها على تنظيم مستويات السيروتونين في الدماغ، وهي تُسمَّى “مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية”.
وفي بعض الحالات، قد يفضّل الأطباء استخدام أدوية أخرى تُعرف بـ”مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات”، أو يلجأون إلى فئة تُسمى “مُثَبِّطُات أُكسيدازِ أُحادِيِّ الأَمين” التي تُستخدم للأحوال المعقدة أو المستعصية.
كل هذه الأدوية قد تترافق مع ظهور أعراض جانبية، قد تختلف في شدتها من شخص لآخر، قد تكون خفيفة بحيث لا تتطلب التوقف عن العلاج، وعادة ما تنخفض حدتها بعد عدة أسابيع من بداية العلاج.
تشمل الأساليب الأخرى لعلاج الاكتئاب العلاج النفسي، المعروف أيضاً بالعلاج بالمحادثة.
ويتم في إطاره التحاور والاستشارة مع أخصائي نفسي لمناقشة مشاعر المريض وتجاربه. هذا النوع من العلاج قد يتم بالتزامن مع تناول الأدوية.
أما التخليج الكهربائي، فيتضمن استخدام تيار كهربائي يُطبّق على الدماغ لتحفيز الاستجابات العاطفية، وهو يُستخدم في حالات معينة تحت إشراف طبي صارم.