تأثير شرب كمية كبيرة من الماء على الصحة
تناول الماء بكميات مثالية يُعد عاملاً رئيسيًا للحفاظ على صحة الجسم وتوازن وظائفه. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي شرب الماء بشكل مفرط في وقت قصير إلى اضطراب يُعرف بتسمم الماء، حيث يزيد تراكم السوائل في الجسم مما يقلل تركيز الأملاح، خصوصًا الصوديوم.
هذا الخلل قد يسبب مشاكل صحية مثل الصداع، الغثيان، القيء، التشنجات، الإرهاق الشديد، وقد يصل الأمر إلى تعطيل وظائف الجهاز العصبي أو الدخول في غيبوبة، وربما الموت في حالات نادرة.
يُنصح بتناول حوالي ثمانية أكواب من الماء يوميًا، لكن هذه الكمية يمكن أن تتغير بناءً على متغيرات عديدة مثل العمر، مستوى النشاط البدني، والحالة الصحية للفرد. من الضروري الإنتباه إلى عدم المبالغة في شرب الماء بسرعة كبيرة لتجنب المخاطر المحتملة لتسمم الماء.
ما هي الكمية اليومية التي يجب شربها من الماء؟
يلزم الجسم تناول السوائل يوميًا لتعويض الكميات التي يفقدها من خلال عمليات مثل التعرق والإخراج والتنفس، وكذلك لضمان وظائفه الحيوية.
تتباين الاحتياجات اليومية للماء بناءً على عدة عوامل مثل الحالة الصحية للفرد والبيئة المحيطة به. فعلى سبيل المثال، يتطلب البالغون الأصحاء الذين يعيشون في بيئات ذات مناخ معتدل شرب ما بين اثنين إلى ثلاثة لترات من الماء كل يوم.
بالنسبة للأطفال وكبار السن، فإن كفاءة كلى هذه الفئات تكون أقل، مما يحد من الكمية التي يستحسن تناولها من الماء، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في شرب الماء إلى مشاكل صحية لهم، لذا يُفضل للأطفال الاعتماد على الحليب المصنع كمصدر رئيسي للترطيب بالإضافة لكميات محدودة من الماء.
كيف يتم علاج فرط المياه أو التسمم بالماء
لمعالجة المضاعفات الناجمة عن الإفراط في تناول الماء، تُتبع الخطوات التالية:
يُنصح بتقليل أو الامتناع عن شرب الماء والمشروبات الأخرى بناءً على توجيهات الطبيب، الذي قد يصف أدوية مدرة للبول للمساعدة في التخلص من تراكم السوائل في الجسم، كما يعمل على علاج الأسباب الكامنة وراء هذا التراكم.
يجري أيضاً تعديل أو إيقاف الأدوية التي قد تفاقم من تراكم السوائل، مثل الأيبوبروفين، ونابروكسين، وأدوية الكورتيزون، إضافة إلى بعض أدوية علاج السكري والضغط.
في الحالات الأكثر خطورة، قد يلجأ الأطباء إلى تقديم مكملات الصوديوم للجسم لمواجهة الانخفاض الحاد في مستوياته.
الأشخاص الأكثر عرضة لخطر التسمم المائي
يواجه بعض الأفراد خطراً أكبر لتطور حالات التسمم المائي، نتيجة لشرب الماء بكميات كبيرة تفوق قدرة الجسم على التعامل معها.
من هؤلاء الأفراد، نجد مرضى الكلى وخصوصاً الذين يعانون من مراحل متقدمة من المرض حيث تفقد الكلى قدرتها على تنظيم وتصريف الماء بفعالية.
الرياضيون أيضاً يمكن أن يتعرضوا لهذه الحالة بشكل أكبر؛ وذلك بسبب فقدان الصوديوم عبر العرق الغزير الذي يصاحب التمارين الطويلة أو الشديدة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعاني الأشخاص الذين يعانون من الفصام من مشكلات مماثلة بسبب ما يعرف بالعطش المفرط الناجم عن اضطرابات نفسية. أمراض أخرى كأمراض الكبد والقلب، تزيد من خطر التعرض للتسمم المائي في حال شرب كميات مائية تتجاوز الحدود التي تستطيع الكلى التعامل معها.